بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، وتحت رعاية عميد الكلية الدكتور جمال الكيلاني عقدت كلية الشريعة ندوة نعنوان "فخذها بقوة"، ألقاها فضيلة الدكتور ناصر الدين الشاعر، وذلك يوم الثلاثاء الموافق18/9/2018، في مدرج كلية الشريعة.


ابتدأت الندوة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم حيث تلاها أحد طلبة الكلية، ثم تحدث الدكتور الشاعر الأمانة التي يحملها طالب الشريعة، ومدى ثقلها، وأن الإنسان الذي يطمح للمعالي وإلى عظيم المنازل ويسعى للحصول على النتائج المرجوة، لا بد وأن يجد ويجتهد ويعلي همته، مشمرا عن ساعديه،عاملا دون كلل أول ملل، لأن الأشياء العظيمة لا تأتي لوحدها من تلقاء نفسها طوعا،إنما تؤخذ بقوة ونشاط وهمة.
ثم بيّن صفات طالب العلم الشرعي حامل لواءه  من الصبر والجلد وألا يكونوا أجسادا لا أرواح فيها، بل وجب أن يوازن أصحابها باتصالهم مع الله عزّ وجل وامتلاكهم لروح العمل والبذل، وأن يتصفوا أيضا بالتواضع والنقاء والحفاظ على احترام الذات وعلوِّ الهمة وغيرها.

 

 


أما المحور الآخر وهو أن يجتهد المرء بتقديم أيشيء مهما كان صغيرا في سبيل نقل حضارة الإسلام إلى البشرية جمعاء، ويكون سببا في انتشارها وتقدمها،  خيرا للمرء ألف مرة من أن يكون لا شيئ، مجرد عالة وعددا زائدا لا نفع ولا فائدة ترجى منه، فإننا بقدر ما نقدم للعالم نرقى بأنفسنا وذواتنا وحضارتنا ومجتمعاتنا وإسلامنا العظيم، وبقدر ما نأخذ فقط دون بذل وعمل وعطاء فإننا لن نكون حينها سوى عبيدا لمن نأخذ منه، لذلك علينا أن نُقدّم لهذه البشرية ونكون سببا في الحفاظ على صورة الإسلام كما هو في الحقيقة، دين ومنهاج سماوي يهدف لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
ثم نوّه الدكتور الفاضل إلى ملاحظة هامة، أننا ما دمنا لا نؤمن بأن العالم يحتاج إلينا فإننا أبدا لن نكون عظماء، فعندما تدرك أنت بأن الغريق الذي أمامك لا ينقذه أحد سواك ستجد نفسك مادّاً يدك إليه لتنقذه وتصبح بطلا بذلك، علينا أن نؤمن بأن هذه البشرية غرقى بجهلها الإسلام وما يدعو إليه، وأننا نحن حملة رسالته المنقذين الوحيدين لها، لذلك علينا أن نأخذها بقوة.
ختم الدكتور الندوة بعبارة بث فيها معاني التفاؤل والأمل في نفوس الطلبة حيث قال: "المسلم كالشمس، لا ترحل أبدا وإن غربت، فإنها إن غربت عن مكان ما، تجدها تُضيء في مكان غيره"، وأن الصباح الذي يزورنا كل يوم هو ولادة جديدة لنا ولأعمالنا، لذلك علينا أن نغتنم كل يوم يمنّ الله علينا به بأخذنا بقوة ما آتانا إياه ونحمل هذه الأمانة والرسالة للكون أجمع ونبلغهم إياها كما أمرنا وكما يريد تعالى.

 


عدد القراءات: 135