عقدت كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية يوم الأربعاء الموافق 1/12/2021 في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم مؤتمرها الدولي العاشر بعنوان "أخلاقيات المهن الطبية من منظور إسلامي وقانوني"‏، حيث شارك في المؤتمر باحثين، وعلماء، ومختصين من الأطباء وذوي المهن الطبية وغيرهم في الجامعات ومؤسسات البحث والتعليم، ومؤسسات المجتمع المدني، والمشافي والمؤسسات الطبية من مختلف الدول العربية كفلسطين، وتركيا، والأردن، والجزائر، والعراق والإمارات العربية المتحدة. بحضور حشد واسع من الجمهور والإعلاميين والطلبة المهتمين.


شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، وعدد من نوابه ومساعديه، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، وأ.د. جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وسماحة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، وعطوفة السيد حسام أبو الرب، وكيل وزارة الأوقاف، والدكتور عبد الرحيم سويسة، ممثلاً عن نقابة الأطباء. وأدار اللقاء د. ناصر الدين الشاعر، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر.


افتتح المؤتمر أ.د. الكيلاني مؤكداً على أهميته حيث يأتي استكمالاً للسلسلة المتواصلة من الأنشطة والإنجازات التي تقوم بها كلية الشريعة لخدمة المجتمع وقضاياه، وتجسير العلاقة بين الجامعة والمجتمع والباحثين، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد جائحة كورونا التي أثرت على العالم بأسره، والتي كان لها حضورها في هذا المؤتمر للحديث عنها وعن آثارها والأخلاقيات الواجب التزامها في ظلها، كما وقدم شكره لإدارة الجامعة على دعمها المتواصل والدائم لمختلف الأنشطة والفعاليات العلمية والمجتمعية.


 


ورحب أ.د. زيد بالحضور الكريم مؤكداً على حرص جامعة النجاح على عقد المؤتمرات العلمية في كافة حقول المعرفة؛ إيماناً منها بأهمية الارتقاء بالمستوى العلمي والفكري وتطوير المعرفة العلمية للمشاركين والمطلعين على هذه المؤتمرات، وأشار أ.د. زيد إلى أن هذا المؤتمر الذي تعقده كلية الشريعة يسهم في معالجة قضايا مهمة تتعلق بمهنة الطب السامية، آملاً أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تفيد في تطوير القضايا العملية والفقهية والقانونية في المجال الطبي.

من جانبه شكر الشيخ حسين جامعة النجاح الوطنية على استضافتها للمؤتمرات العلمية، وأعرب عن فخره بالتقدم الذي تحققه الجامعة على المستوى العربي والدولي، مؤكداً على أهمية القضايا التي تتناولها محاور هذا المؤتمر، راجياً أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات مفيدة وهامة ومحددة بشأن الحكم الشرعي والطبي والقانوني لها.


 


وفي كلمته أشار د. سويسة إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يسعى للنهوض بمهن الطب وأخلاقياتها، وفي ظل كثير من المستجدات والتطورات العلمية والطبية التي وإن زادت من إمكانياته على المداواة والعلاج، فقد زادت أيضاً من قدراته على الإضرار وتجاوز أخلاقيات المهن الطبية وقواعدها ونظمها.

وهدف المؤتمر إلى تعزيز التواصل العلمي بين العلماء والأطباء وذوي المهن الطبية والباحثين، وبين العلماء والجامعات والمؤسسات العلمية والطبية مع المجتمع ومشاكله وقضاياه واهتماماته، وتعزيز الوعي الفردي والجماعي بأهمية أخلاقيات مزاولة مهنة الطب وأهمية النهوض بها وتطويرها، والخروج برؤى واضحة وقرارات محددة تحاول تقديم معالجات عميقة للأبعاد المتعلقة بالمؤتمر ومحاوره.‏


 


هذا وشملت محاور المؤتمر مواضيع عدة منها: المشاركة في بيع الأعضاء الإنسانية، وإجراء تجارب طبية على الإنسان والحيوان، واستغلال الشهادات العلمية الطبية على خلاف ما أقره النظام، وكشف العورات والخلوة أثناء العلاج والآثار المترتبة على ذلك، والاستغلال المادي للمريض من بعض مقدمي الخدمة الطبية، والإهمال الطبي، والمحافظة على أسرار المريض وخصوصياته، والمنافسة بين ذوي المهن الطبية على كلفة علاج المرضى ووباء كورونا والحد من انتشاره.

وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات أهمها: علاج مرضى الكورونا واقع بين الموازنة بين جلب المصالح ودرء المفاسد، ومسؤولية أخذ التدابير الوقائية عن فيروس كورونا تقع على عاتق الدولة والمجتمع والمواطن، ويعد تعمد نقل وباء كورونا من باب الحرابة والإفساد في الأرض وتستحق العقوبة، كما على الدولة والمجتمع العمل على توفير بيئة مناسبة للأطباء ذوي الكفاءات العالية تجعلهم غير محتاجين للقطاع الخاص ليزداد اقبال المواطن على المراكز الحكومية. وأوصى المشاركون بضرورة تفعيل دور الرقابة من قبل الدولة حول تسعير الأدوية وتوفيرها من باب كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وعلى إدارة المستشفيات الحكومية والخاصة العمل على تحسين الخدمات التي تقدمها للمواطنين ودراسة مدى تحقيقها للخدمات التي تليق بالمواطن. كما ويجب على الدولة اتخاذ آليات تحد من بيع الأعضاء البشرية ومحاربة الفقر والبؤس لأنها من أهم أسباب التي تنهي تجارة بيع الأعضاء، وضرورة المحافظة على الأسرار الطبية للمريض وافشائها يكون تحت طائلة المسؤولية القانونية، ومشروعية نقل الأعضاء مريض الموت السريري أو الموت الدماغي من الناحية الشرعية والقانونية؛ إضافة إلى تشكيل لجان من ذوي الاختصاص من أطباء وقانونيين وشرعيين لدراسة المستجدات المعاصرة مثل: إجراء التجارب الطبية على الإنسان الحي.

وفي نهاية المؤتمر تم شكر السادة شركة الراجح للمنظفات الكيماوية وذوي المرحومة الحاجة إقبال أبو حجلة، الرعاة الرسميين للمؤتمر، والمشاركين.

 


 


عدد القراءات: 217